الوحدة 17:
العلاقات الاجتماعية بين المسلمين وغيرهم.
أولا: نظرة الإسلام إلى "اختلاف الدين":
أرشد الإسلام إلى بعض السلوكات والمفاهيم التي تضمن العلاقه بين المسلمين
وغيرهم، ومنها:
*أن اختلاف الدين واقع بمشيئه الله تعالى، قال الله تعالى: ( وَلَوْ شَاءَ
رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ).
(هود: 118).
*أن المسلم مكلف بدعوه الناس لا محاسبتهم على إيمانهم أو كفرهم، قال الله
تعالى: (فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ) (الرعد:
40).
*أن المسلم مأمور بالعدل وحسن الخلق مع كل الناس، قال الله تعالى: (وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) (النساء: 58).
*أن المسلم يعتقد بكرامة كل إنسان عند الله تعالى، قال الله تعالى: (وَلَقَدْ
كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) (الإسراء: 70).
ثانيا: أسس علاقة المسلمين بغيرهم:
أ- التعارف والتواصل:
يشرع للمسلم أن يتعرف على غيره من غير المسلمين و أن يتواصل معهم و يتبادل
المنافع و الخبرات على نحو لا يضر بعقيدته. قال تعالى: ( وَجَعَلْنَاكُمْ
شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا). (الحجرات : 13).
ب-التعايش السلمي:
يقيم الإسلام علاقة المسلم مع غيره على أساسٍ من التسامح و قبول الآخر و العيش
معه في سلام ما لم يعتدي.
قال تعالى: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم
مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ). (الممتحنة : 8).
و قد شهد التاريخ تعايش المسلمين مع أهل الديانات المختلفة في البلدان التي
فتحوها.
ج-التعاون:
يشرع للمسلم أن يتعاون مع غيره على فعل الخير و كل ما يخدم الإنسانية. قال
تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى). (المائدة : 2).
و قد شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مع المشركين في الجاهلية حلف الفضول
لنصرة المظلوم فقال: (لو دعيت لمثله في الإسلام لأجبت).
ثالثا: واجبات غير المسلمين في بلاد الإسلام:
أ-مراعاة مشاعر المسلمين باحترام دينهم ومقدساتهم وعدم أذيتهم.
ب-ترك قتال المسلمين والتآمر عليهم وخيانتهم.
ج-احترام قوانين و نظم الدولة المسلمة والتزاماتها.
رابعا: حقوق غير المسلمين في بلاد الإسلام
أ-حق الحماية:
فيجب على المسلمين حمايتهم من كل عدو خارجي أو داخلي، قال عليه الصلاة
والسلام:
مَن ظلمَ معاهَدًا، أوِ انتقصَهُ، أو كلَّفَهُ فوقَ طاقتِهِ، أو أخذَ منهُ شيئًا بغيرِ طيبِ نفسٍ، فأَنا حَجيجُهُ يومَ القيامةِ). (رواه أبو
داود).
ب-عدم الإكراه في الدين:
حرية ممارسة الشعائر الدينية وعدم إكراههم على الدخول في الإسلام. قال تعالى :
(لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ). (البقرة 156).
ج-حق العمل: لهم الحق في ممارسة كل الأعمال المشروعة، اذا تحققت فيهم مؤهلات الكفاءة والأمانة والإخلاص.