الوحدة 15:
من أحكام الأسرة:
الصلح بين الزوجين
أولا-مفهوم الصلح بين الزوجين:
هو إنهاء الخصومات بين الزوجين والقضاء على المنازعات التي من شأنها أن تهدم
كيان الأسرة بطرق شرعية.
ثانيا-فضل الصلح بين الزوجين وأهميته:
-هو من أعظم القربات وفيه أجر عظيم (*).
-إنهاء الخلاف تحقيقا لحسن المعاشرة وتجنبا للطلاق.
ثالثا-مراحل الإصلاح بين الزوجين:
أ-إصلاح نشوز الزوج:
قد ينفر الزوج من زوجته وتتغير طبائعه نحوها، فعلى الزوجة أن تعمل على إرضاءه
بأن تتنازل عن بعض حقوقها، حفاظا على بيت الزوجية، لذلك شرع الإسلام لهما
الصلح، قال تعالى: "وإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ
إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا
وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُوا
وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا"
ب-إصلاح نشوز الزوجة:
نشوز الزّوجة: يقصد به عصيان المرأة لزوجها وإهمالها لحقوقه الزوجية، لذلك وضع
الإسلام خطوات يجب إتباعها لمعالجة ظاهرة الطلاق وهي:
1-الموعظة الحسنة:
بأن يعظها ويرشدها ويذكرها بواجباتها نحوه برفق ولين.
2-الهجر في المضجع:
بأن لا يأكل معها ولا يكلمها لعل هذا يؤثر في نفسيتها وتعود إلى صوابها
ورشدها.
3-التهديد بالضرب:
إن علم أنه يفيد، على أن لا يكون مبرحا.
ملاحظة:
هذا الصلح داخلي بيد الزوج.
ج-تدخل الحكمين في حال الشقاق:
إذا فشلت طرق الإصلاح الداخلي وزاد الشقاق بين الزوجين، لم يبق لهما، إلا
الصلح الخارجي، وهو ما يسمي بمجلس التحكيم، وذلك بأن يأتي رجل من
أهله ورجل من أهلها، ويدرسان الخلاف ويحكمان بما يريانه مناسبا في الفراق أو
عدمه. وقد أشار الله لذلك في قوله تعالى: "فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ
حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ
نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ
فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ
عَلِيًّا كَبِيرًا وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا
مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ
اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا"
الحل عند فشل محاولات الإصلاح: في حالة ما إذا فشل الصلح الخارجي كان الحل الأخير هو الطلاق.
روى أبو الدرداء -رضي الله عنه- فقال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟" قالوا: بلى، قال: "إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين الحالقة".