الوحدة 21:
الشبهات وموقف المسلم منها.
نص الحديث:
عَنْ أبي عبد الله النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- قَالَ: سمعت رسول الله
صلى الله عَلَيْهِ وسلم يقول: ( إِنَّ الحَلَالَ بَيِّنٌ وَإنَّ الحَرَامَ
بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا أُمُورٌ مُشْتَبَهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ
النَّاسِ فَمَنِ اِتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقَدْ اِسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ
وَعِرْضِهِ وِمِنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الحَرَامِ كَالرَّاعِي
يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ
مَلِكٍ حِمَى أَلَا وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ أَلَا وَإِنَّ فِي
الجَسَدِ مُضْغَةٌ إِذَا صَلُحَتْ صَلُحَ الجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ
فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ القَلْبُ ). (متفق عَلَيْهِ)
أوّلا-التّعريف بالصّحابيّ راوي الحديث:
اسمه ونسبه |
-النّعمان بن بشير بن سعد.
-خزرجي، أنصاري.
-يكنى بـ:أبي عبد الله. |
مولده ووفاته |
-هو أول مولود للأنصار، ولد بعد أربعة أشهر من الهجرة.
-توفي بالشام 64هـ. |
فضائله |
-كان شاعرا وخطيبًا.
-كان واليا على الكوفة وحمص.
-روي له 114حديثا. |
ثانيا-شرح المفردات:
الكلمة |
معناها |
بيّن |
ظاهر وواضح |
مشتبهات |
المشكل من الأمور التي لم يتضح حكمها حلال أو حرام. |
لا يعلمهن |
لا يعلم حكم المشتبهات. |
اتقى |
ابتعد وتجنب. |
استبرأ |
طلب لنفسه ولدينه البراءة من كل طعن واتهام. |
الحمى
|
مشتق من الحماية وهي الحدود التي يقوم الملك بحمايتها. |
مضغة |
قطعة لحم بقدر ما يمضغ. |
ثالثا-المعنى الإجماليّ للحديث:
بيّن الحديث أنّ أحكام الشريعة واضحة في حلالها وحرامها، أما التي لا يتضح حكمها فالأولى بالمؤمن اجتنابها تفاديا لوقوعه في الحرام.
رابعا-الإيضاح والتّحليل:
أ-تعريف الشّبهة:
لغة:
الالتباس، واشتبه الأمر عليه اختلط، واشتبه في المسألة شكَّ في صحتها، فهي المبهم والغامض والمشكل.
اصطلاحا:
ما التبس أمره عند عامة النّاس، فلا يُعلم أحلال هو أم حرام، صحيح أم فاسد.
ب-أمثلة عن الشّبهات:
-زواج رجل بامرأة يشتبه وجود رضاع بينهما.
-اللحوم المستوردة التي يجهل طريقة ذبحها.
-استعمال أدوات ومساحيق تجميل مرطبة يحتمل احتوائها على شحوم الخنازير.
-اختلاط مال حلال بمال حرام لا يمكن التمييز بينهما.
ملاحظة:
الحديث يتكلّم عن العادات والمعاملات دون غيرهما، كما أنّ الشّبهة تأتي أيضا بمعنى الوقوف موقف التّهمة، وهو الأمر الّذي يحتاجه المتعلّم في حياته اليومية، حتّى يسلم عرضه من الطّعن، بل ودينه من النّقص.
ومن أمثلة ذلك:
-وضع الأبناء في مدارس تبشيرية.
-إرسال الأولاد للدراسة إلى أوروبا وأمريكا بدون زواج.
-السكن في بلاد الكفر.
-مصاحبة الأشرار.
-الجلوس في أماكن شرب الخمر والقمار.
ج-موقف المسلم منها:
1-سؤال أهل العلم عن الحكم:
فلا يقدم المسلم على أمر حتى يعلم حكم الله فيه فسأل العلماء عنه، قال تعالى: "فَسْألُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ".
2-التورّع:
من كمال ورع المؤمن أن يترك ما اشتبه عليه فيكون بذلك قد اجتنب الوقوع في
الحرام فلا يطعن في دينه ولا عرضه ولقوله صلى الله عليه وسلم: "دَعْ ما يَريبُك
إلى ما لا يَريبُك". (رواه الترمذي والنسائي).
د-أهمية إصلاح القلب:
المسلم مطالب شرعا بتنقية قلبه من جميع الأمراض المعنوية التي تبعده عن ربه
وتعكر علاقاته مع غيره فهو الأمير في الجسد به يكون الصلاح أو الفساد وبه تتغير
أحوال المجتمعات، قال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ
حَتَّىٰ
يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ"وقال صلى الله عليه وسلم"إِنَّ الله لا يَنْظُرُ
إِلى أَجْسامِكْم، وَلا إِلى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى
قُلُوبِكُمْ".
فكل الجسد يدور حول الملك )القلب(، فالأعضاء جنود:) اليد، والرجل، والرأس، واللسان(، وإذا صلح الملك صلح الجنود.
خامسا-الأحكام والفوائد:
أ-الأحكام الشرعية:
-وجوب
تحري الحلال واجتناب الحرام والبعد عن الشبهات.
-وجوب
إصلاح القلب فعليه صلاح العمل.
ب-الفوائد:
-الوقوع في الشبهات يوصل إلى المحرمات.
-ينبغي اجتناب الصغائر فإنّها تجر إلى الكبائر.
-ضرورة الاحتياط للدين والعرض وعدم التعرض للأمور الموجبة لسوء الظن.