الإسلام و الرسالات السماوية: الجزء الأول: الدين عند الله الإسلام
أولا: الإسلام دين جميع الأنبياء:
1-تعريف الإسلام:
أ- لغة:
الاستسلام و الخضوع و الانقياد.
ب- اصطلاحا:
1.بمعناه العام: الاستسلام و الخضوع لله في كلّ أوامره و نواهيه.
2.بمعناه الخاص: الرّسالة التي اكتمل بها الدين و الشريعة الخاتمة إلى البشر، التي بُعِثَ بها
محمّد – صلى اللّه عليه وسلم- إلى الناس جميعا، في كل زمان و مكان.
2- الدين واحد و رسالاته متكاملة:
بيّن القرأن الكريم أّن الأنبياء جميعا على
دين واحد وهو الإسلام، لكنهم جاءوا
برسالات تحمل تشريعات مختلفة، تراعي الزمان و المكان والناس الذين بعثت إليهم.
قال الله تعالى: (إنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ) (آل عمران/ 19).
و قال أيضا: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن
كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً) (آل عمران:67).
وأخبر الله عن نوح عليه السلام: (وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (يونس:72).
ثانيا: الرّسالات السّماوية:
1- تعريف الرّسالات السماوية:
هي ما أنزله الله -عزّ وجل- على رسله و أُمرهم بتبليغه.
2- وحدتها:
أـ في المصدر:
تتحد الرسالات السماوية كلها في المصدر الرباني فهي من عند الله عز وجل، لذلك
سميت "سماوية" أي مصدرها 'سماوي'، وليست من وضع البشر ولا من نتاج عقولهم.
ب ـ في الغاية:
غاية هذه الرسالات النهائية واحدة، وتتمثل في:
-
توحيد الله تعالى و إفراده بالعبادة وحده لا شريك له.
-
تصحيح العقائد الباطلة، و تقويم الفكر المنحرف.
- الدعوة إلى مكارم الأخلاق.
3-تحريف الرسالات السماوية السابقة:
لقد تعرضت الرسالات السماوية السابقة للتحريف والتبديل من قبل اليهود والنصارى. قال الله تعالى: (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ) (النساء 46)، وقد مس هذا التحريف:
أ-
على مستوى العقيدة: حيث دخلها الشرك والوثنية، لا علاقة لها بالتوحيد.
ب- على مستوى الشريعة: حيث بدلوا في الأحكام لتتماشى مع شهواتهم وأهواء أحبارهم ورهبانهم.